«لماذا؟».. سؤال المليون مهمة

ستمنحك الإجابات التي تعطى لك مقابل سؤال «لماذا» مفاتيح تسهّل عليك أداء المهام إلى حدٍّ ما، ولكن لا تتوقع أن تُعطى إجابات شافية على الدوام.

3 أبريل، 2022

لماذا «ثمانية»؟ هو السؤال الأول الذي طرحته في مقابلتي الوظيفية قبل أربعة أشهر. ولم يهدأ لي بال حتى عثرت على إجابة تزيل بعض الضبابية التي يشعر بها الموظف الجديد. وهو السؤال نفسه الذي ما زلت أطرحه على نفسي كل يوم قبل الشروع في أداء المهمة، لماذا أفعل هذا؟ حتى هذه التدوينة لم أكتبها إلا بعد أن عرفت مبرّراتها الجميلة.

هناك صورة نمطية عن الموظف المثالي بأنّه من يطيع الأوامر ويجتنب النواهي، يعمل كثيرًا ويسأل قليلًا. ويهزّ رأسه حتى لو كان هذا «الهزّ» عبر الـ«زووم» (Zoom) في اجتماعٍ صوتيّ. وأعتقد أنّ هذه الصورة تزيدنا جهلًا بما نجهله، ويجدر بها أن تلتصق بكثرة الكلام أو كثرة الأكل.. لا السؤال!

ستسألني الآن: لماذا «لماذا»؟ 🤔 ولماذا لا يكون السؤال «متى» أو «كيف». وسأجيب كالجاني على نفسه: جواب «متى» لن يعجبك كثيرًا والأفضل أن لا تنشغل به. لا يوجد عمل مستعجَل، لكن يوجد إنسان مستعجِل بالتأكيد. أمّا «كيف»، فهو السؤال الذي وُظِّفت لأنك تعرف إجابته (غالبًا)، وعليك أن تستنبط الكيفية المناسبة لأداء عملك في مقابل إجابة الآخرين عن سؤالك المفضّل.

اكتُب تغريدة، صمّم غلافًا، قابل ضيفًا، اصنع قلمًا، أو صاروخًا.. لا يهمّ، المهم أن تلاحظ عظمة التأثير الذي تحدثه إجابة سؤال «لماذا» في النتيجة النهائية للعمل.

خلاصة القول؛ ستمنحك الإجابات التي تعطى لك مقابل سؤال «لماذا» مفاتيح تسهّل عليك أداء المهام إلى حدٍّ ما، ولكن لا تتوقع أن تُعطى إجابات شافية على الدوام. فقد تكون بعض الإجابات إجابة عن سؤال آخر وليس عن سؤالنا المفضل. وستفهم بعضها الآخر ولن تقتنع بأنها الوسيلة المثلى لتحقيق أهداف المهمّة. وهذا ليس دورك إن كنت -مثلي- موظّفًا لا يملك «النظرة الثاقبة» المتوفرة لدى أصحاب الرّتب العليا 😁 المهم أن تستمرّ في محاولات إقحام «لماذا» في مواطنها المناسبة، وتجرّب استخدامها على نطاقٍ أوسع…

لماذا يشتم الناس بعضهم، ولماذا تتحوّل أقوال الأثرياء إلى حِكم، ولماذا أنت موجودٌ في هذه الحياة؟!